وقال مقصود في حديث لوكالة مهر للأنباء حول آخر تطورات مدينة حلب في الواقع أن معركة الحلب الّتي امتدّت على جغراقيا الزوايا الأربع انطلقت من الشمال حيث سيطر الجيش السّوري والحلفاء على طريق الكاستيلو ومخازن الأسلحة ومصانعها في منطقة الليرمون ثم مواجهة الموجات الهجومية من الناحية الجنوبيّة والجنوبيّة الغربية عند نقطة الكلّيات العسكريّة إمتداداً إلى ضاحية الأسد ومنيان وأفقدت المجموعات الإرهابيّة قدرتها على الهجوم مجدّداً بسبب الخسائر الضخمة في الأرواح والعتاد والآليّات وبالتّالي قطع كل الشّرايين الّتي كانت تغذيهم بالإمدادات انطلاقاً من ريف إدلب وحمص عبر العمليّة العسكريّة الرّوسية الّتي انطلقت من المتوسّط، حيث بالإمكان تشبيه الأمر بضرب رأس الأفعى في تلك الأماكن ولكي يموت ذيلها في أحياء حلب الشّرقيّة، وهذا ما يفسّر المظاهرات الّتي حدثت من قبل الأهالي كنوع من التّمرّد على الواقع السيء الذي فرضه عليهم الإرهابيين في أحياء حلب الشّرقيّة وبالتالي تعتبر هذه المظاهرات دعوة للجيش العربيّ السّوري لتخليصهم من هذه العصابات الّتي عاثت فسادًا في الأرض.
ورداً على سؤال مراسل وكالة مهر بشأن كيفية انعكاس واقع معارك الموصل على الشّرق السّوري واحتمالات حول انتقال مركز القوّة لدى داعش من الموصل إلى الرّقّة اشار الى "كلّنا نعرف أن منطقة الموصل إلى الرّقة قد تمّ إختيارها مركز لدولة هذا التنظيم المجرم لإطلاق يده في الإرهاب في العراق وسورية وبالتّالي إيجاد خلل في سلسلة المحور المقاوم الممتدّ من إيران إلى العراق فسوريا وصولًا إلى المقاومة اللبنانيّة الشّريفة"، معتبراً أن تواجد داعش في الموصل كان تحت الغطاء الإرادة الأميركيّة.
ورأى علي مقصود ان معركة الموصل لن تسمح للدواعش بالدّخول إلى مدينة الرّقة السوريّة أو دير الزّور عبر الخطّة الأميركيّة القاضية بإيجاد معبرين له عبر الحدود السّورية العراقيّة باعتبار أنّ الحشد الشّعبي وبالتنسيق مع الحكومة السّوريّة اتّجه نحو تلك المنطقة وسيطر عليها وصولاً إلى تلّعفر وبالتّالي أغلق الممرّات الّتي تربط الموصل بالحدود الشّرقيّة لمدينتيّ الرّقة ودير الزّور، وبالتّالي فإنّ الأعداد القليلة الّتي وصلت من عناصر التنظيم وعائلاتهم إلى دير الزور لن تمكنّه من إطلاق عمليّة عسكريّة ذات قيمة، لافتا الى أنّ داعش الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة وكما يُهزم داعش الآن في الموصل سيُهزم داعش في في المدن الشّرقيّة السوريّة.
وبخصوص تأثير وصول ترامب إلى البيت الأبيض على خارطة النّزاع الدّوليّ اكد المحلل العسكري السوري "اننا لا نعوّل على شخصيّة ترامب بقدر ما نعتبر أن ظروف الّتي أوصلت ترامب تعكس التّحولات الّتي حدثت في المنطقة وانتصار للمشروع المقاوم. ولذا فنحن نعتبر وصول ترامب يمثّل استجابة للتّغيرات داخل المجتمع الأمريكي نحو مواجهة الإرهاب والتّعاون مع روسيا في ضرب داعش والذهاب نحو تكريس التّعاون بدل المواجهة في الميدان السّوري ضد الوجود الإرهابي في المنطقة".
وحول توقعاته بشأن التّعاون الروسي الأميركي المستقبلي في سوريا أو ربّما السّوري الأميركي وتأثيره على محور المقاومة أوضح : لا أستطيع القول أن أي تعاون بين القطبين الدوليين أي أميركا وروسيا يمكن أن يؤثّر سلباً أو إيجاباً على محور المقاومة لأن الموقع الّتي وصلت إليه سوريا الآن لم تكن لتصل إليه لولا التّحالف مع المحور المقاوم وبالتّالي فإنّ التّعاون الأميركي المستقبلي مع روسيا في ضرب الإرهاب هو رضوخ أميركي لهذا المحور ولحماية نفسه ومصالحه في المنطقة من الموجات الإرهابيّة، وبالتالي لن تستطيع أميركا أن توظف تطوّر التعاون مع روسيا لتوجهه ضدّ دول محور المقاومة. نستطيع القول أن الرّضوخ الأميركي و الأوروبي هو قراءة متأخّرة للواقع وتسليم بالدور للمحور المقاوم الّذي يحارب الإرهاب في المنطقة.
وتعليقا على المسار التسوية السياسية بين الحكومة السوريّة والمعارضة اكد مقصود انه يرى أسهم هذه التسوية قد ارتفعت مع وصول ترامب وحديث الإدارة الأميركية حول إعادة تفعيل دور لجنة الخبراء الأميركيّة السوريّة لإعادة إطلاق مشاورات فعّالة ومثمرة تعكس الواقع الميداني المستجدّ على السّاحة السّوريّة معتبرا ان قدوم ديمستورا إلى المنطقة جاء ليعيد البوصلة إلى اتجاهها الصحيح برفض أيّ منطقة للحكم الّذاتي إن كان في حلب أو في باقي المدن السّوريّة. أرى أن الوضع الآن مهيأ أكثر من أي وقت مضى لإنجاح التسوية السياسيّة بين الحكومة والمعارضة./انتهی/
أجرى الحوار: حسن شكر
تعليقك